البورصة المصرية
البورصات العربية قريبا
مغلق
مفتوح
المزيد
ads

بترول وطاقة

مسعود أحمد: على البلدان المصدرة للنفط التكيف مع الأسعار الجديدة

صندوق النقد الدولي
صندوق النقد الدولي

قال مسعود أحمد مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بصندوق النقد الدولي، إنه لا يتوقع أحد عودة أسعار النفط إلى الرقم الثلاثي "أعلى الـ 100 دولار" في المستقبل القريب، لذا يتعين على البلدان المصدرة للنفط التكيُّف مـع الواقع الجديد للأسعار، بدلًا مـن انتظـار نهاية هـذه الفترة مـن الأسعار المنخفضـة.

وأشار في مقال نشرته مجلة "التمويل والتنمية"، -وهي مجلة فصلية يصدرها صندوق النقد الدولي-، إلى أنه في أوائل عام 1986، وفي أعقـاب اتخاذ بعـض أعضـاء منظمـة البلـدان المصـدرة للنفـط "أوبـك"، قرارًا بتنفيذ زيادة كبيرة في المعروض من النفط، سجّل سعر النفط هبوطًا حادًا من حوالي 30 دولارًا للبرميل إلى نحو 10 دولارات للبرميل.

وتسبب انخفـاض أسعار النفط، في العام الماضي، إلى خسارة البلدان المصدرة له في الشرق الأوسط وشـمال إفريقيا 360 مليـار دولار، وهو ما يوازي حوالى سُدس ناتجها الكلي، مضيفًا أنه مـن المتوقـع ازديـاد هذه الخسارة خلال العام الجاري، في ظل تكـرار هبوط أسعار النفط في نهايـة 2015 وأوائـل 2016.

وأوضح أحمد، أن البلدان المصدرة للنفط اتخذت قرارًا بالتعقل في استخدام مدخراتها المالية الضخمة للحد مـن تأثيـر انخفاض أسعار النفط على النمو، وهو الأمـر الذي يتيح لهـا مزيد من الوقت لصياغـة خطـط التصحيـح، حيث سجلت نصف البلدان المصدرة للنفط بالشرق الأوسط وشـمال إفريقيـا، عجـزًا كبيـرًا يتألف من رقمين كنسبة من إجمالي النـاتج المحلي في عـام 2015، ولا سـيما الجزائر، والبحرين، والعراق، وليبيا، وعُمـان، والمملكـة العربيـة السـعودية.

وأضاف أن البلدان المصدرة للنفط في منطقـة الشرق الأوسط وشـمال إفريقيا من خارج مجلـس التعـاون الخليجي تعمل كذلـك علـى تعديـل سياسـاتها، فجمدت الجزائـر التعيينـات، وخفضت النفقـات الرأسمالية، ورفعـت إيران معـدل ضريبـة القيمـة المضافـة، ووسـعت قاعدتهـا كمـا حسنت التحصيـل الضريبـي، ضمـن مجموعـة مـن التدابير الأخرى، ما يمثل دفعـة أولى مهمـة علـى مسـار التصحيـح المالي المطلوب، بالإضافة لرفعها أسعار الوقود بدرجة كبيرة.

ويقـارب سـعر البنزيـن في الإمارات العربية المتحدة حاليًا السـعر قبـل الضريبـة في الولايـات المتحـدة، فيما رفعـت قطر مؤخرًا رسوم اسـتهلاك الكهرباء والميـاه وأسعار البنزيـن، وأعلنـت البحريـن والجزائـر والكويـت والمملكـة العربيـة السـعودية عن خطـط لمواصلـة كبـح دعـم الطاقـة.


وتشـير بحوث صندوق النقد الدولي إلى أن حكومـات الشرق الأوسط وشـمال إفريقيا، مـع إجـراء التعديلات الصحيحـة في إدارة الاسـتثمارات العامـة، يمكنهـا تحقيـق نفـس النتائـج وتخفيـض إنفاقهـا بنسـبة 20%.

 
وأوضح المسؤول الدولي، أن التحـدي الأصعب الذي يواجه هذه الدول، هو خلق وظائف للقـوة العاملـة الوطنيـة الشـابة التوقـع أن تنمـو بنحـو 10 ملاييـن نسـمة علـى مـدار الأعـوام الخمسـة التاليـة، لافتًا إلى أن عمليـة تطويـر القطـاع الخـاص لخلـق فـرص العمـل التـي لم تعـد الحكومـات قـادرة علـى توفيرهـا هي عمليـة محاطـة بالتحديـات، وسـوف تقتضـي توفيـر حوافـز قويـة للمواطنيـن للدخـول في القطـاع الخـاص.

وأكد أن إحـداث التحـول في الاقتصـادات المصـدرة للنفـط ليـس بالمهمـة السـهلة وسـوف يكـون بمثابـة مشـروع طويـل الأجـل، وسـيقتضي إعطـاء دفعـة مسـتمرة للإصـاح والتواصـل الجماهيـري المـدروس بعنايـة، وينبغـي لصنـاع السياسـات تذكر المخاطـر الماثلـة في المجالات الأخـرى مـن جـراء انخفـاض أسـعار النفـط.

واستدرك مسعود، أن النبـأ السـار في هـذا الشـأن هـو تزايـد عـزم صنـاع السياسـات في معظـم البلـدان المصـدرة للنفـط علـى توخـي منهـج اسـتباقي في معالجـة هـذه التحديـات واسـتخدامها، لإحـداث التحـول والتنـوع في اقتصاداتهـا لبنـاء مسـتقبل اقتصـادي أكثـر قابليـة للاسـتمرار.

تعليقات فيسبوك

تابعونا على

google news

nabd app news
اشترك في نشرتنا البريدية
almasdar

ليصلك كل جديد في قطاع البورصة والبنوك