وقّع بنك الاستثمار الأوروبي "EIB Global" والبنك الأفريقي للتنمية "AfDB" حزمة تمويل مشتركة بقيمة 275 مليون دولار أمريكي، على هامش منتدى الاستثمار الأفريقي 2025، وذلك لتحديث ممر السكك الحديدية الرئيسي في موريتانيا، الذي يربط مدينة الزويرات، مركز تعدين خام الحديد، بميناء نواذيبو الأطلسي.
يشمل الاستثمار قروضًا بقيمة 150 مليون دولار أمريكي من بنك التنمية الأفريقي و125 مليون دولار أمريكي من بنك الاستثمار الأوروبي العالمي، بضمان الاتحاد الأوروبي.
و وفقًا لبيان، تعد كلتا العمليتين تمويلات غير سيادية من القطاع الخاص، مقدمة مباشرةً إلى الشركة الوطنية للصناعة والتعدين "SNIM"، مما يؤكد التزام الشركاء المشترك بتحفيز الاستثمار المؤسسي ودعم البنية التحتية المجدية تجاريًا في أفريقيا.
و سيمول المشروع إعادة تأهيل خط السكة الحديد الحالي، وإنشاء 42 كيلومترًا من المسارات الجديدة التي تربط مواقع التعدين المستقبلية في العوج وأتوماي، وشراء قاطرات وعربات ومعدات صيانة حديثة.
ستربط هذه العملية الحيوية، التي تتماشى مع استراتيجية بوابة الاتحاد الأوروبي العالمية للاستثمار في البنى التحتية التحويلية، منطقة التعدين الرئيسية في موريتانيا بمحطة التصدير الخاصة بها، مما يلعب دورًا محوريًا في اقتصاد البلاد واندماجها في سلاسل القيمة العالمية.
ويُنفذ المشروع من قِبل الشركة الوطنية للصناعة والتعدين "SNIM"، في موريتانيا، سيزيد هذا التمويل من سعة النقل، ويُقلل من استهلاك الوقود، ويُحسّن السلامة والموثوقية على طول ممر يُشكّل العمود الفقري لاقتصاد التصدير في البلاد.
وقال محمد فال محمد تلميدي، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة شركة سنيم: "تُمثّل مبادرة تحسين سلسلة اللوجستيات لدينا ركيزةً أساسيةً في برنامجنا الاستراتيجي. ويُسهم تطويرها في تحقيق أهدافنا الإنتاجية. ونحن ممتنون بشكل خاص لشركائنا، البنك الأوروبي للاستثمار العالمي "EIB Global" والبنك الأفريقي للتنمية "AfDB"، على دعمهم المتواصل".
وقال سيدي ولد طه ، رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية: "يُمثّل هذا التمويل إنجازًا هامًا لموريتانيا وللبنك الأفريقي للتنمية. ومن خلال دعم سنيم من خلال قرض غير سيادي، نُظهر عزمنا على زيادة استثمارات القطاع الخاص في سلاسل القيمة الاستراتيجية. سيُتيح تحديث هذا الخط الحديدي فرصًا جديدة للصناعة، ويُعزز دور موريتانيا في التجارة الإقليمية، ويُسرّع انتقال البلاد نحو نمو أكثر استدامةً وتنافسية".
و أكد أمبرواز فايول، نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي: "سيعزز هذا المشروع ممر النقل التابع لشركة سنيم، ويعزز الصادرات، ويدعم التنمية الاقتصادية للبلاد. وبعد أيام قليلة من نجاح قمة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي في لواندا، يُعدّ هذا المشروع مثالاً واضحاً على كيفية تنفيذ الاتحاد الأوروبي وبنك الاستثمار الأوروبي، بالتعاون مع الشركاء الأفارقة، لاستراتيجية البوابة العالمية".
وقال سليمان كواينور، نائب رئيس بنك التنمية الأفريقي للقطاع الخاص والبنية التحتية والتصنيع: "تُجسّد هذه العملية المشتركة الشراكة القوية بين بنك التنمية الأفريقي وموريتانيا، والتزامنا المشترك ببناء بنية تحتية مرنة ومنخفضة الكربون". وأضاف: "من خلال تحسين خط سكة حديد الزويرات-نواذيبو، فإننا لا نعزز التنافسية والتجارة فحسب، بل نمهد الطريق أيضاً لنمو أكثر مراعاة للبيئة وأكثر شمولاً في جميع أنحاء البلاد".
قال جوزيف سيكيلا، مفوض الشراكات الدولية: "كانت موريتانيا أول دولة أزورها في إطار ولايتي، وقد لمستُ حينها إمكانات شراكتنا الاستراتيجية ذات المنفعة المتبادلة. ومن خلال هذا الاستثمار الكبير في البنية التحتية الاستراتيجية، نفتح آفاقًا جديدة لموريتانيا وأوروبا، ونعزز شراكتنا. ومن خلال ربط منطقة التعدين بالأسواق العالمية، يُظهر هذا المشروع ما تقدمه مبادرة "البوابة العالمية": نمو محلي، ووظائف جديدة، وتنمية مستدامة."
كما سيوفر خط السكة الحديد المُحسّن فرص عمل، ويعزز الربط الإقليمي، ويزيد من القدرة على الصمود في وجه مخاطر المناخ، مما يُساعد موريتانيا على ترسيخ مكانتها كشريك رئيسي في التحول الصناعي المستدام في منطقة الساحل.