عقارات

خطة لتحويل القاهرة التاريخية إلى مركز للحياة الثقافية والسياحية بحلول 2030

الجمعة 26 سبتمبر 2025 - 05:32 م
‭ ‬المصدر‭ - ‬خاص
فعاليات معرض سيتي
فعاليات معرض سيتي سكيب مصر 2025

قال المهندس خالد صديق، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية، إن التخطيط العمراني للقاهرة الإسلامية لا يمكن تغييره أو المساس به، باعتبار أن أي تغيير جذري قد يضر بهويتها التاريخية، مشيراً إلى أن ما يجري حالياً هو عملية إحياء عمراني متكامل يهدف إلى استعادة روح القاهرة التاريخية والخديوية لتعود وجهة للسائحين من الداخل والخارج. 

وأضاف في جلسة نقاشية بعنوان "وسط البلد – التراث يتحدى المستقبل"، خلال ندوات سيتي سكيب Cityscape Talks التي تقام ضمن فعاليات معرض سيتي سكيب 2025، أن الصندوق يعمل على إعادة المباني إلى صورتها الأصلية بما يتناسب مع الطابع التاريخي للمكان، كما حدث في شارع المعز.

وأكد، أن الهدف ليس مجرد تطوير واجهات، بل إعادة إحياء متكامل يخلق تجربة شبيهة بما يحدث في مدن عالمية مثل إشبيلية، حيث تشكل الشوارع والأحياء التاريخية نقاط جذب سياحية وثقافية.

وذكر، أن الصندوق ضخ مليارات الجنيهات للحفاظ على مناطق عديدة وإعادتها إلى رونقها التاريخي، مشيراً إلى أن الخطة تشمل تشجيع الملاك على تحويل منازلهم إلى وحدات لاستضافة السياح، بما يتيح للزائرين خوض تجربة معيشية أصيلة تعكس روح القاهرة القديمة، على غرار ما يحدث في فرنسا وغيرها من الوجهات العالمية.

وأشار، إلى أن الصندوق يعمل على توفير بنية تحتية داعمة لهذا التوجه، من بينها إنشاء جراج متعدد الطوابق على مساحة 20 ألف متر لتقليل الازدحام المروري، إلى جانب بحث توفير وسائل نقل مثل عربات "الـجولف كار" داخل المناطق التاريخية لتيسير حركة الزوار.

وكشف صديق، عن مشروع نقل الورش غير المتوافقة من قلب القاهرة إلى منطقة صناعية جديدة على مساحة 60 فداناً بمحور جيهان السادات، حيث جرى إنشاء 900 ورشة و15 عمارة سكنية مخصصة لأصحابها، مشيراً إلى أن المواقع التي سيتم إخلاؤها ستعاد توظيفها كورش متخصصة أو مدارس حرفية لدعم الحرف التقليدية مثل صناعة الفضة والجلود والخيامية.

ونوه بأن هذه الجهود، رغم صعوبتها وطول فترة تنفيذها، ستقود إلى تحقيق حلم إحياء القاهرة التاريخية بحلول عام 2030، لتعود المدينة مركزاً للحياة الثقافية والسياحية، ومقصداً للزائرين من مختلف أنحاء العالم.

من جانبه، قال فيلوباتير ديمتري، الرئيس التنفيذي لشركة الإسماعيلية للاستثمار العقاري، إن المباني التاريخية تمثل استثمارات ضخمة تتطلب رؤوس أموال كبيرة، إلا أن قيمتها تزداد كلما جرى الحفاظ عليها وإعادة توظيفها بما يتماشى مع احتياجات العصر، مشيرا إلى أن طابعها التراثي يمنحها ميزة إضافية ترفع من قيمتها الاقتصادية والثقافية. 

وأوضح، أن تجربة شركة الإسماعيلية ترتكز على نموذج يقوم على شراء المباني التاريخية ودراسة بنيتها التحتية وموقعها وسط البيئة المحيطة، باعتبار الموقع عنصراً محورياً في تحديد الاستخدام الأمثل، سواء كمكاتب أو شقق أو فنادق، مع ضمان تحقيق العائد الاستثماري.

وأضاف، أن مشروع سينما راديو كان أولى محطات الشركة في هذا المجال، حيث أعادت الشركة إحياءه عبر استقطاب علامات تجارية عالمية، وهو ما عكس بوضوح القوة الشرائية التي تتمتع بها المنطقة.

من جهته، قال المهندس مصطفى سالم، مؤسس مبادرة Cairo Makeover، إن الرؤية لتطوير وسط البلد يجب أن تنطلق من اعتباره شبكة حضرية متكاملة، لا مجرد مجموعة مباني منفصلة.

ولفت، إلى أن أنماط التخطيط العمراني المرنة التي تميزت بها مناطق مثل وسط البلد وجاردن سيتي والمعادي منذ عقود، أسهمت في خلق حركة وحياة نابضة بالمدينة، على عكس أنماط التخطيط الصارمة التي تقسم المناطق إلى سكنية أو تجارية أو خدمية منفصلة، مما يقلل من حيوية المكان.