تخطّت القيمة السوقية للعملات المشفرة حاجز 3.6 تريليون دولار، مدفوعةً بتحولات استراتيجية تعكس نضج القطاع وتحوّله من مجرد أداة مضاربة إلى ركيزة أساسية في النظام المالي العالمي.
ويمرّ عالم العملات المشفرة بأهم مرحلة نضج له حتى الآن، من عودة بيتكوين كأصل أساسي، إلى صعود الأصول الرقمية الرمزية في العالم الحقيقي أو ما تُعرف اختصاراً بـ"RWAs"، والبنية التحتية التي تُولي الشفافية الأولوية، وتبني تقنية البلوك تشين على مستوى المؤسسات ، وفقاً لتقرير لصحيفة "The Street".
وعادت بيتكوين لتتصدر المشهد، ليس فقط كعملة رقمية، بل كأصل استراتيجي تتبناه الشركات الكبرى، شركة "ميتابلانيت" اليابانية، المُدرجة في بورصة طوكيو، أعلنت اعتمادها سياسة "البيتكوين أولاً"، لتصبح من أبرز الشركات التي تُراكم العملة الرقمية في ميزانياتها كتحوّط ضد التضخم وتقلبات العملات، وارتفعت قيمة بيتكوين بنسبة 68% خلال عام، لتتجاوز 103 آلاف دولار، وفقًا لما ذكرته “العربية.نت”.
وقال رئيس شركة ميتابلانيت، سيمون جيروفيتش، لـ "The Street": "إن أهم تطور في مجال العملات المشفرة هو إعادة التركيز على بيتكوين كفئة أصول أساسية".
وأضاف: "نشهد تحولاً واضحاً من المضاربة نحو التبني طويل الأمد، مع تزايد الاعتراف بالبيتكوين كمخزن دائم للقيمة، وهذا يُعزز صعود شركات خزينة البيتكوين - وهي شركات تُتداول أسهمها علناً وتُراكم بيتكوين في ميزانياتها العمومية كأصل استراتيجي أساسي، تُعيد هذه الشركات تعريف كيفية تعامل الشركات مع الحفاظ على رأس المال وخلق القيمة في العصر الرقمي".
ومع تزايد الرقابة والتنظيم، لم تعد الوعود كافية، شركات مثل Fathom(x) تؤكد أن مستقبل العملات المشفرة يعتمد على إثباتات واضحة على السلسلة، تُظهر من يملك ماذا، وما الذي يحدث فعلياً، في بيئة تتطلب ثقة ومساءلة.
وأشار بليك بينثال، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Fathom(x)، إلى أن "أكبر تحوّل في عالم العملات المشفرة اليوم هو الانتقال من دورات الضجيج إلى الإثبات القاطع".