البنك المركزي يطبق نظام مدعوم بالذكاء الاصطناعي لرصد التضخم يوميًا

قال حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي المصري، إن البنك يطبق نظامًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي لمتابعة مؤشر أسعار المستهلك، والذي يرصد التضخم بشكل يومي من خلال جمع وتحليل بيانات الأسعار.

وأضاف عبد الله، خلال كلمته الافتتاحية لمؤتمر البنوك المركزية الأورومتوسطية الذي انعقد في القاهرة، أن البنك المركزي المصري طور نماذج متقدمة لقياس حجم الاقتصاد غير الرسمي في مصر، بجانب تطبيق التنبؤ اللحظي للناتج المحلي الإجمالي باستخدام التعلم الألي.

وأشار، إلى مواصلة البنك المركزي المصري، تطوير إصلاحات التكنولوجيا الإشرافية “SupTech”، بهدف تعزيز الإشراف الذكي القائم على البيانات عبر تطوير أليات جمع البيانات وتحليلها.

31 مليار دولار حجم التبادل التجاري مع دول البحر المتوسط

وذكر، أن مصر تحتفظ بشراكة تجارية واستثمارية راسخة مع دول البحر الأبيض المتوسط، حيث بلغ حجم التبادل التجاري نحو 31 مليار دولار خلال 2024، كما أن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة وصل إلى 3.5 مليار دولار خلال العام الماضي.

وأضاف، أن تلك المؤشرات تعكس عمق وقوة العلاقات الاقتصادية التي تجمع مصر بدول البحر الأبيض المتوسط، مؤكدًا أن استضافة هذا المؤتمر رفيع المستوى تعكس التزام مصر الراسخ بتعزيز التعاون وتبادل الخبرات لدعم الاستقرار والازدهار في المنطقة.

وأشار، إلى أن هذا الاجتماع يأتي في وقت تشهد فيه الساحة الاقتصادية العالمية تحديات كبيرة وفرصًا جديدة في وقت واحد، حيث أن التوترات التجارية المستمرة تزيد من حالة عدم اليقين حول التدفقات التجارية، وحركة رؤوس الأموال، بجانب الضغوط التضخمية، وإضطرابات سلاسل الإمداد.

وأوضح، أن ذلك يأتي بالإضافة إلى تصاعد مخاطر الديون، والمخاطر الناتجة عن التخيرات المناخية، التي تزيد من تعقيد وصعوبة وصعوبة تحقيق الاستقرار والنمو المستدام، لافتًا إلى أن تلك التحديات تؤكد الحاجة الملحة لتعزيز التعاون الإقليمي، وتنويع اقتصاداتنا، والقدرة على الصمود أمام الصدمات الخارجية.

ونوه، إلى أنه مع ذلك، تحمل هذه التحديات في طياتها فرصًا واعدة، حيث يوفر التقدم في مجالات الرقمنة، والذكاء الاصطناعي والابتكار المالي أدوات فعالة لتعزيز كفاءة وتوسيع نطاق الوصول إليها، كما أن التحول العالمي نحو التمويل المستدام يفتح أفاقًا جديدة أمام الاستثمار الأخضر، فيما يمكن للتعاون الإقليمي أن يطلق إماكنيات غير مستغلة للتجارة والتكامل والنمو الشامل في المنطقة.

وشدد المحافظ، على أن منطقة البحر الأبيض المتوسط لطالما كانت جسرًا للتواصل بين الشعوب والثقافات والقارات، وينبغي لها أن تتحول الآن إلى جسر للابتكار والصمود، مؤكدًا أن العمل المشترك من شأنه تحويل التحديات الراهنة إلى فرص لبناء نظام مالي أكثر استقرارًا وشمولًا واستدامةً.

واستضاف البنك المركزي المصري، الدورة التاسعة من مؤتمر البنوك المركزية الأورومتوسطية، تحت عنوان"توظيف الابتكار والتكامل من أجل التنمية المستدامة والشاملة للدول الأورومتوسطية"، وذلك بمشاركة عدد كبير من محافظي البنوك المركزية للدول الأورومتوسطية، وصانعي السياسات، والخبراء الاقتصاديين، والأكاديميين، وممثلي المؤسسات المالية الدولية، وذلك في ضوء حرص الدولة المصرية على تعزيز العلاقات المشتركة مع شركاء التنمية الرئيسيين. 

ويُعد المؤتمر، الذي تم تنظيمه بالتعاون مع البنك المركزي الإسباني "BdE"، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية "OECD"، والمعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط "IEMed"، والاتحاد من أجل المتوسط "UfM"، منصة للحوار والتعاون بين البنوك المركزية الأورومتوسطية لمناقشة الموضوعات الاقتصادية والمالية ذات الاهتمام العالمي والإقليمي.