البورصة المصرية
البورصات العربية قريبا
مغلق
مفتوح
المزيد
ads

أخبار مصر

خبير صيني: تنمية مصر بداية الارتقاء بالعالم العربي

السيسي والرئيس الصيني
السيسي والرئيس الصيني

قال البروفيسور لى شاو شيان، نائب رئيس معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، إن الصين ملتزمة تماما بدعم التنمية في مصر التي بدأت أخيرا تستعيد استقرارها بعد سنوات من الاضطرابات، غير أنه حذر من أنه بدون التنمية فمن الممكن أن تواجه مصر مشاكل في المستقبل.

وشدد لى، في كلمة له خلال ندوة عن أزمة الشرق الأوسط والديبلوماسية الصينية نظمتها جمعية صحفيين عموم الصين، على مكانة مصر كإحدى أهم دول الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن تنمية مصر له دور هام ومحورى في تنمية العالم العربى.

وأوضح أن الصين تريد بكل صدق أن تنجح مصر وان تسترد عافيتها بسلاسة وسرعة، معربا عن اعتقاده بأن زيارة الرئيس شى جين بينغ لمصر ستكون هامة لتحقيق رغبة مصر في تحقيق التنمية، ومبديا ثقته من أن نتيجة الزيارة ستكون مكسبا للبلدين.

وأعرب لى عن اعتقاده بأن زيارة الرئيس الصينى للشرق الأوسط التي تبدأ من اليوم الثلاثاء والتي تتضمن مصر والسعودية وإيران كان يجب أن تأتى في وقت مبكر عن هذا لأنها مرتبطة جدا بأمن الصين واحتياجاتها من الطاقة.

وقال إن الصين لعبت من قبل دورا في الدفع بمباحثات السلام في عدد من مناطق الصراع بالعالم وهى تستطيع أن تفعل هذا اليوم في الشرق الأوسط الذي يموج بالكثير من الأزمات والاضطرابات. 

وأوضح أن بمقدور الصين أن تقوم بدور هام في إعادة تشكيل النظام بالشرق الأوسط وهى المهمة التي وصفها بأنها لن تكون سهلة مطلقا خاصة وأن هناك الكثير من الدول التي لها أجنداتها الخاصة بشأن المنطقة والتي يختلف موقفها تماما مع موقف الصين.

وشدد على أن ما يميز الصين عن غيرها من القوى الكبرى في العالم أنها ليس لديها أجندات خاصة بالنسبة للشرق الأوسط فهى فقط تريد ما يتوافق عليه ويختاره أهل المنطقة أنفسهم، مشيرا إلى إن موقفها هذا يمكنها من أن تلعب دورا منصفا وعادلا في المنطقة.

وقال لى إن الصين ترى أن "الربيع العربى" لم يكن سوى انفجار للصراعات والخلافات في المنطقة.. وهو ما اعتبرته الولايات المتحدة والغرب ثورات ملونة واتخذوا منه ذريعة للتدخل بشكل أوسع في شئون الشرق الأوسط، وهكذا رأينا التدخل العسكري للناتو في ليبيا ثم التدخل العسكري للقوى الغربية في سوريا واندلاع الحروب الداخلية في سوريا ونقل داعش جزءا من نشاطها في العراق إلى هناك.

وقال الخبير الصينى في شئون الشرق الأوسط، أنه يعتقد أن مصدر تمويل داعش يعود إلى تلك الجماعة التي كان يطلق عليها " أصدقاء سوريا" والتي استطاعت الحصول على مليارات الدولارات بخداع المجتمع الدولى وبسرعة تحولت هذه المليارات إلى أسلحة وهكذا تمكنت داعش بما لديها من تمويل هائل ومن فوضى في العراق وسوريا.

وتحدث الخبير الصينى عن التوتر الحالى بين السعودية وإيران، فقال إن هذا التوتر له جذور قديمة منذ عام 1979، ولكنه يتوقع أن تهدأ الأمور بينهما تدريجيا وانه لن يكون هناك مغالاة في الخلاف الحالى ودليله على هذا هو أنه عندما هاجم المحتجون البعثات الديبلوماسية السعودية في إيران حاولت السلطات الإيرانية التدخل لمنعهم، كما أن إيران اظهرت ضبط النفس عندما حدث الانفجار بالسفارة الإيرانية في اليمن، وقال: "عموما اعتقد أنه ستكون هناك تهدئة وهذا ما تتمناه الصين لأن البلدين صديقان لها، كما انهما مصادر هامة لإمدادات الطاقة بالنسبة إليها".

وقال، في رد على سؤال لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في بكين عن رأيه في التحدى الذي يواجهه العالم الآن بسبب التطرف والإرهاب، " إن الدول الإسلامية تستطيع أن تفعل الكثير لتقف في وجه هاتين الظاهرتين"، وأضاف إنه يرى أن داعش جماعة إرهابية لا تمت للإسلام في شئ.

وأوضح أن أحد الأسباب الأساسية لظهور داعش هو أن العالم الإسلامى فشل في إيجاد التوازن الصحيح والسليم بين الدين والحضارة العصرية.. وقال " إن شعوب دول كثيرة في العالم الإسلامى عانوا كثيرا بسبب تأخر بلادهم عن ركب التنمية وعندما حدث ما يسمى بالربيع العربى كانوا يعتقدون أن الحياة ستصبح أفضل ولكن خاب أملهم، ولهذا فهو يعتقد أن الوصفة للخروج من الأزمة الحالية هو أن تقوم الدول الإسلامية بإحداث التوازن المطلوب بين الدين والحياة بشكلها الحديث وان يجدوا السبيل الصحيح للتنمية الحقيقية والجادة".

وحول السبب في أن الصين بدأت تبحث عن دور جديد لها الآن في الشرق الأوسط، قال لى: "إن منطقة الشرق الأوسط تعتبر محك الاختبار بالنسبة لأى دولة كبرى فهى إما تثبت أنها عن حق دولة كبرى وتنجح في هذا الاختبار أو يكون الاختبار مقبرة لطموحاتها، لأن الحقيقة هي أن التعامل مع الشرق الأوسط بكل مشاكله المعقدة والمتشابكة يحتاج إلى دولة عظمى قوية الشكيمة".

وأشار إلى أن الصين بدأت تقوم بأخذ دورها كإحدى الدول الكبرى والمؤثرة في العالم منذ سنوات وبطريقة تدريجية هادئة، واستشهد بالدور الملحوظ الذي قامت الصين بلعبه في حل القضية النووية الإيرانية وهو الدور الذي أقرت وأشادت به الولايات المتحدة وإيران معا، كما أشار إلى ما تضطلع به الصين حاليا من دور أكبر في جهود حل الأزمة السورية.

وعندما سئل أن يحدد تماما أسباب اهتمام الصين المتزايد بقضايا الشرق الأوسط، قال: "إن هناك ثلاثة أسباب هامة أولها أن نحو نصف متطلبات الصين من الطاقة يأتى من الشرق الأوسط، والثانى أن الشرق الأوسط هو سوق كبيرة وهامة جدا للصين"، والسبب الثالث هو الإحساس بالواجب والمسئولية، فالصين دولة كبرى وهى إحدى الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولى لهذا فإن جهودها وتدخلها في سبيل استعادة استقرار الشرق الأوسط هو أحد واجباتها الدولية.

وأما بالنسبة للمخاطر التي قد تواجهها الصين في سبيل توسيع دورها في الشرق الأوسط فقال " الحقيقة أن كل شئ يكون له حسناته ومساوئه، وعموما فإن الصين تتعامل مع المنطقة بطريقة مختلفة عن الآخرين جميعا كما أنها لن تقوم بأى حال من الأحوال بالتدخل العسكري في المنطقة، والكل يجب أن يدرك أنها موجودة لدفع محادثات السلام".

وتقدم لى باقتراح للحكومة الصينية ولوزارة الخارجية، ناصحا إياهم بأن يكون تناولهم لأى قضية مرتبطة بالشرق الأوسط من خلال نظرة شمولية متوازنة حتى لا تفقد الصين دورها كلاعب منصف ومحايد.

وأكد أن الصين تعتبر نفسها قوة بناءة وإيجابية في الشرق الأوسط لذا فهى تساعد في التنمية الاقتصادية التي بدونها لن يكون هناك استقرار سياسي في المنطقة.

واستبعد الخبير الصينى تماما فكرة أن تقوم الصين بإرسال جنود إلى خارج البلاد للقيام بعمليات عسكرية، قائلا " إنه يبنى رأيه هذا على عدة أسباب أولها أن هذا ضد المبادئ الأساسية للصين..فهى ترسل جنودا للخارج فقط للمساهمة في عمليات حفظ السلام، وثانيا أن الصين ليست قوية عسكريا كالولايات المتحدة وروسيا.. وثالثا أن الصين تحب دائما أن تكون أفعالها تطابق أقوالها ولهذا فهى تفضل ألا تقدم على أمر لا تستطيع القيام به.
وأشار إلى أن بلاده ثابته على سياستها بأن يكون ما تفعله في إطار الأمم المتحدة أي أنها تساعد الدول الأخرى عن طريق تبادل المعلومات والسعى لتسويات سياسية لأى خلافات دولية.

وحذر من أن الشرق الأوسط ممكن أن يكون مقبرة لأى دولة كبرى، ولكن هذا بالنسبة للدول التي تسعى لفرض هيمنتها عليه، وهذا لم ولن يكون مصير الصين لسبب بسيط هو أنها لن تكون أبدا من تلك الدول التي تحب أن تفرض ما تريده على الآخرين وتبسط نفوذها وهيمنتها عليهم.

تعليقات فيسبوك

تابعونا على

google news

nabd app news
اشترك في نشرتنا البريدية
almasdar

ليصلك كل جديد في قطاع البورصة والبنوك