بدء محادثات اتفاق التجارة الحرة بين مصر ودول الاتحاد الأوروأسيوى

جاء ذلك خلال تصريحات الوزير فى المؤتمر الصحفى الذى عقده صباح اليوم الأثنين عقب لقائه فيكتور خريستنكو رئيس اللجنة الإقتصادية للإتحاد الجمركى الأوروأسيوى بالعاصمة الروسية موسكو .

وقال عبد النور وفق بيان صحفى لوزارة التجارة والصناعة أنه تم الإتفاق على تشكيل مجموعة الخبراء المشتركة وتحديد اختصاصاتها ودورها وتحديد الإطار الزمنى لتقديم تقريرها تمهيداً لبدء المفاوضات ووصولا لتوقيع الاتفاق النهائى ، لافتاً إلى ان مجموعة الخبراء ستقوم بإعداد تقييم لآفاق وإمكانات إقامة منطقة التجارة الحرة والتى تستهدف تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر ودول الإتحاد ، حيث ستقرر خلال اجتماعاتها التحضيرية كافة جوانب منطقة التجارة ونطاقها والقطاعات التى سيشملها الإتفاق وذلك بهدف التوصل إلى إتفاق متكامل يغطى النظام التجاري والاستثماري بين مصر ودول الإتحاد الجمركى ويضمن توازن المصالح بين الجانبين . 

واشار عبد النور إلى أن إعلان اطلاق عمل مجموعة الخبراء يأتى تأكيداً على رغبة مصر ودول الإتحاد الجمركى الأوروأسيوى فى الدفع قدما بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية المشتركة إلى آفاق آرحب خلال المرحلة المقبلة ، لافتاً إلى أن تعزيز التعاون الشامل بين الاتحاد الجمركي للدول الأعضاء ومصر سيتضمن ايضا فتح المجال لإقامة مشروعات استثمارية مشتركة بين الجانبين ، منوها فى هذا الصدد إلى زيارته المقررة إلى دولة بيلاروسيا الأربعاء المقبل والتى تستهدف أيضا تنمية التعاون المشترك بين مصر ودول الإتحاد .

ومن ناحية أخرى شارك الوزير فى افتتاح معرض موسكو الدولى للأغذية والذى بدات فعالياته اليوم ويستمر حتى يوم الخميس المقبل حيث يضم المعرض جناح مصرى متميز وعلى مساحة كبيرة مقارنة بمساحته فى العام الماضى حيث يتضمن الجناح معروضات لـ 64 شركة مصرية فى مجال الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية .

كما قام عبد النور بإلقاء كلمة خلال افتتاحه لملتقى رجال الأعمال المصرى الروسى الذى نظمه المكتب التجارى بموسكو بالتعاون مع مجلسى التصدير للحاصلات الزراعية والصناعات الغذائية أكد خلالها ان القطاع الخاص هو القوة الدافعة نحو تحقيق التنمية الشاملة فى البلدين ، مشيراً إلى أن مجتمع الأعمال فى مصر وروسيا مسئولان عن ضرورة الاستفادة من الفرص المتاحة والمضى قدماً فى تنمية العلاقات التجارية والإقتصادية المشتركة إلى آفاق آرحب خلال المرحلة المقبلة .

واشار الوزير إلى أن العلاقات المصرية الروسية تشهد تطوراً ملحوظاً خاصة بعد زيارة الرئيس السيسى الاخيرة للاتحاد الروسى فى اغسطس الماضى ولقاءه بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين حيث ساهمت هذه الزيارة فى  نقل العلاقات الثنائية بين البلدين الى مستويات جديدة وبصفة خاصة على صعيد التجارة والاستثمار.

واضاف الوزير أن الأجهزة الحكومية فى كلا البلدين حريصة على تذليل كافة الصعاب لتيسير حركة التجارة بين البلدين حيث تم الإتفاق على تسهيل تسجيل الشركات المصرية المنتجة للمواد الغذائية من لحوم ودواجن وألبان وأسماك فى الحجر البيطرى الروسى ، حيث أن تلك المنتجات مطابقة تماماً للمعايير الروسية واليورواسيوية، متوقعاً أن تشهد المرحلة المقبلة زيادة فى معدلات نفاذ المنتجات الغذائية المصرية الى السوق الروسية خاصة فى ظل التطور الهائل الذى تشهده صناعة الغذاء المصرية خلال العقود الماضية، حيث أصبحت مصر ثاني أكبر دولة منتجة للمواد الغذائية فى منطقة الشرق الأوسط، كما اكتسبت شهرة كبيرة فى هذا المجال أهلتها لتصدير منتجاتها للاتحاد الأوروبى وغيره من الأسواق الاخرى

وفى نهاية كلمته أكد الوزير أن مصر منفتحة امام الاستثمارات الأجنبية وأن منظومة الإصلاح الإقتصادى التى تبنتها الحكومة المصرية خلال المرحلة الماضية قد ساهمت فى تحسين مناخ الإستثمار بل وساهمت فى زيادة إقبال وجذب الإستثمارات الأجنبية للإستثمار فى مصر فى العديد من القطاعات الإستثمارية للإستفادة من المزايا العديدة لدى السوق المصرى .

ومن جانبه أكد الدكتور محمد البدرى سفير مصر بموسكو أن العلاقات المشتركة الحالية  بين مصر وروسيا الإتحادية تمثل فرصة ذهبية لمجتمع الأعمال فى البلدين لبدء تعاون مثمر فى مختلف القطاعات ، لافتاً إلى أن السفارة المصرية ستستضيف غداً الثلاثاء لقاءات بين الشركات المصرية ونظيرتها الروسية للتباحث حول تلبية الجانب المصرى لإحتياجات السوق الروسى وعقد إتفاقات مباشرة . 

كما اكد الوزير مفوض تجارى  محمد داوود رئيس جهاز التمثيل التجارى أن هذا الملتقى حظى بمشاركة عدد كبير من كبار المستوردين وشركات تجارة التجزئة وسلاسل المحلات الكبرى الروسية إلى جانب مشاركة الـ 64 شركة المصرية العارضة بمعرض موسكو الدولى للأغذية حيث من المتوقع أن يسهم الملتقى فى عقد اتفاقات وتعاقدات بين المصدرين المصريين ونظرائهم الروس خاصة فى ظل زيادة طلب السوق الروسى للمنتجات الغذائية والحاصلات الزراعية المصرية بسبب العقوبات الإقتصادية المفروضة على روسيا من قبل الإتحاد الأوروبى .