البورصة المصرية
البورصات العربية قريبا
مغلق
مفتوح
المزيد
ads

سياحة و طيران

"المصدر" تنشر كلمة وزير الطيران المدنى فى مؤتمر "أفكاك"

حسام كمال وزير الطيران
حسام كمال وزير الطيران أثناء إلقاء كلمته

ألقى حسام كمال وزير الطيران المدني، كلمة له اليوم الثلاثاء، في افتتاح فعاليات مؤتمر الجمعية العامة للمنظمة الإفريقية للطيران المدني(أفكاك)، والمنعقد تحت رعاية رئيس الجمهورية في الفترة من 8 وحتي 10 ديسمبر الحالي.

وإلى نص الكلمة ..

بسم الله الرحمن الرحيم
السادة أصحاب المعالى والسعادة الوزراء والسفراء 
السيد الدكتور / بيرنار أليو  Aliu   BERNARD رئيس المنظمة الدولية للطيران المدني  الإيكاو
السيد /  عبد اللاي الحسن   ABDULLAI  ALHASSANرئيس لجنة الطيران الافريقية (الأفكاك)
السيدة / إيابو سوسينا  Sosina  Iyabo سكرتير عام الأفكاك 

السيدات و السادة أعضاء الجمعية العامة للأفكاك
الحضور الكرام ،،،،
يسعدني تشريفكم جميعا في افتتاح الدورة الخامسة والعشرين للجمعية العامة للمنظمة الافريقية للطيران المدنى (الأفكاك) وأتوجه بالشكر والتقدير لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية لرعاية سيادته الكريمة لهذا الحدث الهام ، والذى يؤكد على حرص الحكومة المصرىة علي تعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية في المجالات المختلفة والمساهمة فى دعم واستقرار الاقتصاد الإفريقى والنهوض به ، حيث أن مصر هى جزء لا يتجزأ من الوجدان والكيان الإفريقى ، كما أشكر معالي السادة الوزراء والسفراء وكذلك ممثلي منظمات الطيران الدولية والإفريقية وشركاء الصناعة ورجال الصحافة والإعلام علي تشريفهم لنا اليوم.

السيدات والسادة ،،
إن قطاع الطيران المدني هو مُحفِز كبير للتنمية والاستثمار وخلق فرص العمل، وكل منا يستطيع أن يلمس الدور الذي يلعبه الطيران المدني في التنمية الاقتصادية والتواصل البشري والتجاري. ففي مصر علي سبيل المثال يشارك قطاع الطيران بما يربو على 2 مليار دولار، أي حوالي  1,2 % من اجمالى الناتج المحلى لجمهورية مصر العربية هذا بالإضافة الى توفير عدد 197 الف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. 

السيدات والسادة
إن صناعة النقل الجوي تواجه عدة تحديات وعلينا كحكومات في القارة الإفريقية أن نتفهم هذه التحديات حتى لا تؤثر على قدرات هذا النشاط الحيوي في النمو والتطور. وبالتالي تؤثر سلباً على معدلات التنمية والاستثمار في القارة السمراء واذا وضعنا ترتيباً لهذه التحديات في هذه المرحلة وخاصة مع تصاعد وتيرة الإرهاب علي المستوي الدولي فسنجد أن أمن الطيران بات من التحديات الملحة التي تواجه صناعة النقل الجوي ، حيث تنفق مطارات العالم على بند واحد من بنود أمن الطيران وهوأجهزة الكشف الأمني بالمطارات حوالي  مليار دولار سنوياً ومع هذا فنحن نقدرتماماً أن تكلفة تأمين الطيران هي أقل بكثير من كلفة عدم التأمين  وانتهز هذه المناسبة لأُعلن عن ترحيب وزارة الطيران المدنى بالتعاون التام وتبادل الخبرات مع كافة الدول الافريقية فى مجال سلامة وتأمين المطارات ، من أجل رفع كفاءة أمن الطيران للوصول إلى أعلى معايير السلامة الجوية والتى تحرص المطارات المصرية على تطبيقها من خلال المراجعات الدورية على إجراءات التأمين من قبل سلطة الطيران المدنى المصرى وهيئات التفتيش والمنظمات الدولية وعلى رأسها المنظمة الدولية للطيران المدنى ( الإيكاو ) .

تحدي آخر يواجه صناعة النقل الجوي وهو تكدس الطرق الجوية فوق العديد من مناطق العالم وهنا لابد أن نجد حلول فورية عن طريق إستخدام التكنولوجيا الحديثة وتغطية المسارات الملاحية بالأقمار الصناعية لضمان سلامة وأمان الطرق الجوية خاصة في قارتنا الإفريقية . وكذلك الطلب المتطرد على الحركة الجوية فى كثير من الأقاليم الجوية حول العالم و خاصا فى القارة الإفريقية وعدم وجود طرق مباشرة تربط بين القارة الإفريقية والعواصم الهامة حول العالم و أيضا تربط العواصم الافريقية بعضها البعض، واستمرار الإعتماد على طرق جوية غير مباشرة مما يزيد من وقت الرحلات وبالتالي زيادة استهلاك الوقود ونسبة الانبعاثات الضارة وتكلفة التشغيل.

كما أن قضايا البيئة هي أحد تحديات قطاع الطيران، فعلى الرغم من أن قطاع الطيران المدني العالمي لا يسبب أكثر من 2% من اجمالي الإنبعاثات الكربونية على كوكب الارض وعلى الرغم من جهود الشركات المصنعة للطائرات والمحركات لخفض هذه النسبة إلى النصف بحلول عام 2050، إلا أن شركات الطيران مطالبة بدفع تعويضات عن هذه النسبة الضئيلة للغاية ، ومشروع الإتحاد الأوربي لتجارة الإنبعاثات يجسد هذا التحدي بشكل كبير، فعلينا أن نتفهم أن تكبيل قطاع الطيران بالمزيد من القيود والنفقات سيؤثر حتماً على مسار التنمية العالمي بشكل سلبي. ونحن في وزارة الطيران نقوم على المستوى العالمى بالمشاركة فى مجموعة خبراء البيئة EAG  تحت مظلة الإيكاو للحد من ظاهرة الإنبعاثات الضارة في الطيران المدنى ، وعلى الصعيد المحلى بدأنا بالفعل الأبحاث على إستخدام الوقود الحيوي وتم تشغيل محرك نفاث بالوقود الحيوي في شهر يوليو الماضي ونخطط للقيام برحلة تجارية بهذا الوقود خلال الأشهر القليلة القادمة. كما تشارك الوزارة في اللجنة الخاصة بوضع التشريعات المنظمة لانتاج وتداول الوقود  الحيوي . كما نبدأ في إنشاء أول مبنى صديق للبيئة بمطار برج العرب.

الجمـع الكـريم 
علي الرغم من أن القارة الافريقية تتمتع بمقومات طبيعية متميزة وعديدة توفر ركائز أساسية لدعم التنمية الاقتصادية وتنويع مجالات الاستثمار، وبالرغم مما تمتلكه قارتنا من ثروات طبيعية ، فهناك معوقات ومشاكل كثيرة تعانى منها القارة على مستوى صناعة النقل الجوي التى تعرقل مسار التنمية والتقدم الذي نصبوا إليه جميعاُ.

ولإيماننا الراسخ بأهمية هذه الصناعة كأحد أهم روافد الاقتصاد بالقارة الإفريقية فنحن نتطلع الى تحقيق رؤية مستقبلية لصناعة الطيران المدنى من أجل تعزيز المكاسب الاقتصادية للبلدان الافريقية لما يوفره هذا القطاع من تواصل بين الشعوب وتنامى لحركة الاستثمار والشحن والسياحة و بما يتماشى مع ما نهدف اليه من تحقيق التكامل الاقتصادى وتحرير الأجواء بين الدول الافريقية ، وتقوم هذه الرؤية علي  وضع استراتيجيات شاملة وخطة عمل تحقق الأرتقاء بمستوى صناعة الطيران بالقارة واعطاء الأولوية للملفات المتعلقة بتحقيق السلامة والأمن والحفاظ على البيئة واستخدام التكنولوجيا الحديثة لمواجهة تداعيات التغيرات المتلاحقة علي الساحة الدولية والإقليمية وكذلك الإهتمام بتحديث البنية التحتية للمطارات وتطوير نظم الملاحة الجوية وتيسيير اصدار التأشيرات بين الدول الإفريقية وتأهيل العمالة المدربة وتحرير الأجواء بين دول القارة وخلق سوق افريقية موحدة للنقل الجوي ، وكما أشرنا خلال الاجتماع الوزاري الذى عقد بجنوب افريقيا مطلع العام الحالى أن النقل الجوي في افريقيا لم يكن يأتي على قمة أولويات التنمية في العقود الماضية وأن 80% من الحركة من وإلى افريقيا تقوم بها شركات غير افريقية .لذا فإننى أتطلع أن تكون جلسات هذا المؤتمر تعزيزاً للجهود  التي تمت في هذا الصدد وأن تساهم توصياته في اتخاذ خطوات جادة وسريعة لتنفيذ سوق إفريقية موحده للنقل الجوى، كما نأمل أن تتم المصادقة من العدد الاكبر من الدول الإفريقية على إتفاقية ياموسوكرو فى الاجتماع المزمع عقده من قبل الإتحاد الإفريقي فى شهر يونيو  2016 تمهيدا للوصول لسوق موحدة للنقل الجوي في كامل قارة افريقيا بحلول عام 2063  تحقيقاً لمستقبل أفضل لنا جميعاً.

ولاسيما أن إحدي الدراسات التي قام بها الإتحاد الدولي للنقل الجوي (الأياتا) أوضحت أن التطبيق الفوري لقرار ياموسكرو والذي تم اصداره عام  1999 بخلق سوق جوي موحد  لفتح الإجواء بين 12 فقط من الدول الافريقية يمكن أن يوفر 155 ألف فرصة عمل ويزيد من الحركة الجوية في افريقيا بنحو 5 ملايين راكب وبالتالي يساهم ذلك في زيادة الناتج المحلي الإجمالي للقارة بنحو 1.3 مليار دولار.

وفى هذا الصدد فان مصر لاتدخر جهداً فى تقديم كافة المساعدات والخبرات وكذلك الإستشارات الفنية فى مختلف مجالات الطيران المدنى، واغتنم الفرصة لاعرب عن استعداد وزارة الطيران المدني المصري وكافة شركاتها وهيئاتها التابعة لدعم قطاع الطيران المدنى فى افريقيا وتقديم كامل الخبرة المصرية فى الملاحة الجوية وبناء وادارة المطارات وفقاً للمعايير والمقاييس الدولية للمنظمات العالمية، وكذلك ادارة شركات الطيران، بالاضافة الى تقديم الخبرة فى مجال التدريب التى تتمثل فى استقبال الدارسين لعلوم الطيران من الأشقاء الأفارقة، وأؤكد ترحيب وزارة الطيران المدنى لأي مبادرة من شأنها تقوية أواصر التعاون المثمر والفعال مع البلدان الإفريقىة الشقيقة  والمشاركة فى دعم وتعزيز الاقتصاد الافريقى والإسهام في مشروعات تحقق طموحات الشعوب الافريقية في التنمية من خلال الاعتماد المتبادل على الإمكانيات المتوافرة فى مصر وسائر البلدان في القارة السمراء.

سيداتي وسادتي... 
نحن هنا اليوم من أجل مستقبل صناعة النقل الجوي في افريقيا ويطيب لي أن استعرض معكم ملامح لرؤيتنا المستقبلية لقطاع الطيران في افريقيا والتي لابد وأن  تلتزم بتطبيق المعايير والمقاييس الدولية فيما يتعلق بالسلامة و الأمن والبيئة والملاحة الجوية، وتتلخص في النقاط التالية:

أولاً: افريقيا من أعلى المناطق نمواً في حركة الركاب والبضائع، ولابد لنا أن نجهز البنية التحتية اللازمة لهذا النمو، وعلى سبيل المثال نتوقع نمو الحركة الجوية بمصر الى 55 مليون راكب في عام 2020 ، ولهذا فقد بدأنا من الآن مشروعات لزيادة سعة المطارات المصرية الرئيسية من 54 مليون مسافر في الوقت الحالي إلى 75,5 مليون عام 2020 . ويتبع ذلك أيضا زيادة الاسطول المصري من الطائرات ومساعدة شركات القطاع الخاص على الدخول بقوة للسوق. وكذلك تنمية ومضاعفة قدرات الشحن عن طريق مشروع مدينة البضائع الجديدة على مساحة 150 ألف متر مربع بطاقة استيعابية تصل الى 350 ألف طن سنويا بحلول عام  2020 ، وتصل إلى 800 ألف طن بحلول عام 2025. مع تطبيق نظم الشحن الإلكتروني E-FRIEGHT.

ثانياً: فيما يتعلق بالملاحة الجوية وبالنظر إلى النمو المتوقع في الحركة ، ونظم المراقبة الجوية المعمول بها حالياً في القارة ، فإننا نرى ضرورة تنفيذ سيناريو جديد على المدى المتوسط والبعيد  لتحديد شبكة مسارات للحركة الجوية أكثر مرونة وكفاءة ، تسمح بتخفيض المسافة والوقت لرحلات الطيران ، واستخدام الملاحة بنظام R-NAV . هذا بالإضافة إلى استخدام أكثر كفاءة للمجال الجوي من خلال التنسيق المدني العسكري في ادارة الفضاء الجوي خاصة مع زيادة مناطق الصراع حول العالم، ومن خلال تحسين التخطيط في المراحل الاستراتيجية والتكتيكية، واستخدام نظم وادارة الملاحة الجوية المستقبلية (CNS/ATM ) ، واستخدام أكثر كثافة للمعلومات لتسهيل اتخاذ القرارات التشغيلية . والإعتماد على نظام الملاحة القائم على الأداء أو ما يعرف بــالـــ PBN  والذي وضعته المنظمة الدولية للطيران المدنى ( الإيكاو )  فى الخطة العالمية للملاحة الجوية على رأس أولوياتها والتوجة الى الاعتماد على انظمة الأقمار الصناعية سواء العالمية أو الإقليمية بدلاً من الانظمة الارضية لتكون اللاعب الاساسي فى إنشاء منظومة تنسيقية مدنىة عسكرية ناجحة يتم من خلالها إدارة مثلي للفضاء الجوى مع وجود الكثير من الطرق البديلة،  وكذلك المضى قدما في تطبيق مبادرات الايكاو في هذا الشأن. 

ثالثا: الارتقاء بالعنصر البشري بجميع قطاعات الطيران المدني عن طريق تنميط وتدقيق عمليات الاختيار وتكثيف التدريب ورسم مسارات الترقي وإعطاء الفرص للعناصر الواعدة للإبداع و إعداد الشباب إعداداً جيداً يؤهلهم لقيادة قطاع الطيران المدني في المستقبل والاستفادة من خبرات الدول ذات التاريخ الطويل في هذا المجال. 

رابعاً: استخدام التكنولوجيا والأنظمة الرقمية ومسايرة المبادرات الصادرة عن الأيكاو والأياتا فيما يتعلق بميكنة عمليات التشغيل والإجراءات ، وتسهيل اجراءات السفر لتوفير الوقت والجهد وزيادة الفاعلية. 

السيدات و السادة
وبعد أن عرضنا بعضاً من التحديات التي تواجه القارة الإفريقية ورؤيتنا المستقبلية لقطاع الطيران بها فإنني على ثقة بأن مشاركتكم في جلسات وورش عمل المؤتمر سوف تثري هذه الموضوعات وتطورها وتحاول أن تجد حلولا لهذه التحديات آملين أن يخرج هذا المؤتمر بنتائج وتوصيات تسهم في تطوير هذا القطاع الحيوي الكبير.

وأخيرا أود أن أعرب عن تقديرى واحترامى للدور الكبير الذى تقوم به منظمة الطيران المدنى الافريقية الـــAFCAC في مجال  تعزيز سلامة وأمن وكفاءة الطيران المدني في افريقيا وتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة ، كما اشيد بدور القائمين علي تنظيم هذا الحدث من مختلف الجهات لإخراجه بالشكل الذي يليق بمكانة مصر . ونتطلع بإذن الله إلي تحقيق المزيد من التكامل مع قارتنا الإفريقية وهو التوجه الذي تدعمه الحكومة المصرية بقوة، خاصة أن مصر استكملت مسارها الديمقراطي بإتمام الإستحقاق الثالث في خارطة الطريق وهو انتخابات مجلس النواب 2015 ، وقطعت شوطاً كبيرا في سبيل تحقيق الاستقرار السياسي والأمنى ورسم مستقبل أفضل يستحقه ابناءها المخلصون.

السيدات و السادة..
وفي هذه المناسبة يسعد وزارة الطيران المدني المصري تقديم عدد 20 منحة دراسية بالأكاديمية المصرية لعلوم الطيران تقوم منظمة الأفكاك بإعداد الترشحيات لها علي أن تبدأ الفرق التدريبية خلال عام  2016 لتوفير الفرصة للشباب الواعد في القارة الإفريقية.

مرة اخري أتوجه بالشكر للسادة الضيوف علي تشريفهم لنا متمنيا لهم التوفيق خلال جلسات الجمعية العامة وكذلك الإستمتاع بزيارة معالم مصر السياحية وجوها المعتدل.  

وفي نهاية كلمتى أتشرف أن أعلن افتتاح فعاليات الجمعية العامة الخامسة والعشرين للجنة الافريقية للطيران المدني (أفكاك).                                                      

تعليقات فيسبوك

تابعونا على

google news

nabd app news
اشترك في نشرتنا البريدية
almasdar

ليصلك كل جديد في قطاع البورصة والبنوك